درس تلمذة 1 ( مقابلات مع يسوع )
الدروس من 1 -14
سلسة مقابلات يسوع مع أشخاص
تحتوي هذه السلسلة على أربع أجزاء:
الجزء الأول ـ البدايات والدعوة
الجزء الثاني ـ التحرير والشفاء
الجزء الثالث ـ التعليم
الجزء الرابع ـ الموت والقيامة
كل جزء يحتوي على دروس تشمل التالي:
الصفحة الاولى:
١. عنوان الدرس
٢. النص الكتابي
٣. مقدمة النص وخلفيته ـ ستجد في هذه الفقرة توضيح لبعض المصطلحات والسياق (الذي يساعدك على فهم ومعرفة مغزى وهدف القصة)، من خلال الإشارة لآيات ونصوص كتابية من العهد القديم والجديد. الغرض هو مساعدة خادم المجموعة في تحضير الدروس، وليس بالضرورة مشاركة هذه المعلومات مع مجموعتك أثناء درس الكتاب.
٤. أسئلة على النص
الصفحة الثانية:
٥. أسئلة للتعمّق – هذه الفقرة اختيارية، في حال رغبت المجموعة التعمّق بالنص.
٦. اقتراحات للإجابة والتعمّق – هذه الفقرة مجرّد مقترحات تساعدك في الإجابة عن الأسئلة في حال احتجت إلى ذلك.
٧. آية للحفظ – اختيارية
ملحوظة: هذا المنهج يحتوي على الجزء الأول والثاني من السلسلة
أسئلة الشركة في بداية كل درس:
١. ما هي الأمور التي تودون أن تشكروا الله من أجلها؟
٢. ما هي الأمور الصعبة التي تواجهونها في حياتكم اليومية وتودون مشاركتها مع المجموعة حتى نصلّي معا من أجلها؟
٣. هل هناك تحدّيات عائلية تودون مشاركتها معنا حتى نشجع بعضنا بعضا ونستفيد من خبرات بعضنا البعض؟
٤. ماذا كان درس الأسبوع الماضي؟
٥. هل اتّبعتم خلال الأسبوع الفائت نقاط التطبيق التي اتفقنا عليها خلال الدرس الماضي؟
٦. هل شاركت الدرس مع عائلتك أو مع أشخاص آخرين؟ كيف كان تجاوبهم؟
الجزء الأول ـ البدايات والدعوة
الدرس الأول: التاريخ:ـــــــــــــــــ
يسوع وسمعان – انتظار قدوم المسيح
المقطع الكتابي: لوقا ٢: ٢١-٣٥
مقدمة النص وخلفيته
تغطي هذه الاحداث الاسابيع الخمس الاولى التي تلت ولادة المسيح
ورد في النص ثلاث فرائض من شريعة موسى في الآيات ٢١-٢٤.
فريضة الختان في اليوم الثامن (تكوين ١٧: ٩-١٤) فريضة التطهير بعد الانجاب (لاويين ١٢: ١-٨)
وتكريس الأبكار (خروج ١٣: ٢ و ١٢).
التنبؤ: شخص ما يعلن عن حدث سيتحقق في المستقبل.
نستنتج أن مريم ويوسف كانا من طبقة فقيرة لأنهما قاما بتقدمة زوج حمام او يمام بدلاً من الخروف.
لنتذكّر زيارة الملاك جبرائيل لمريم ويوسف راجع لوقا ١: ٢٦-٣٣ ومتى ١: ٢٠-٢٥
معنى اسم يسوع أو يشوع\يهوشع باللغة العبرية هو “يهوه يخلّص”. “يهوه” هو اسم الرب الإله في العهد القديم الذي معناه “انا هو” أو “انا الذي انا” (خروج ٣: ١٤-١٥)
أسئلة الدرس
١. اسرد القصّة بكلماتك الخاصة كما سمعتها وعلى الآخرين الإصغاء جيداً.
٢. كيف وُصف سمعان في النص؟ ما كان الوعد الذي وُعد به سمعان؟ ومن الذي أوحى لسمعان بهذه الامور؟
٣. ماذا قال سمعان عندما حمل المسيح بين يديه؟ وماذا نتعلم عن المسيح من خلال هذه الكلمات التي نطق بها سمعان؟
٤. بحسب الآيات٣٠–٣٢ كيف يظهر الخلاص الذي تحدث عنه سمعان؟ ولأي فئة من الناس كان معدًّا؟
٥. بماذا تنبأ سمعان لمريم؟ وما التأثير الذي تركته كلماته في نفسها؟ متى تحققت هذه النبوّة؟ ما هو المغزى وراء هذه الكلمات؟
٦. ما الجديد الذي أُضيف إلى معرفتك؟ وكيف ستؤثر هذه المعرفة على حياتك بشكل عملي؟
٧. ما هي الأمور التي يجب أن نطبقها نتيجة ما تعلمناه اليوم؟
٨. نشجعك على مشاركة الدرس مع عائلتك أو مع آخرين لكي تنموا معاً في كلمة الرب.
أسئلة للتعمق:
١. ماذا نتعلم عن الروح القدس من خلال عمله في حياة سمعان؟ (آيات ٢٥-٢٧). هل الروح القدس موجود وفعّال في العهد القديم؟ (تكوين ٤١: ٣٨، خروج ٣١: ١-٣، قضاة ٣: ٩-١٠، ٦:٣٤، ١٤: ١٩، ٢ صموئيل ٢٣: ٢، نحميا ٩: ٢٠ و ٣٠، ميخا ٣: ٨، اعمال ٧: ٥١).
٢. ما معنى جملة “مسيح الرب” في الآية ٢٦؟ أنظر أشعياء ١١: ١-٥، اش ٤٢: ١-٣، اش ٦١: ١-٢.
٣. ما علاقة ما نطق به سمعان بالنصوص الآتية: ١ بطرس ١: ١٠-١١، اعمال ١٣: ٤٧، اع ٢٦: ٢٢-٢٣.
اقتراحات للاجابة والتعمّق
٣. عيناي قد أبصرتا المسيح الموعود، المخلص المنتظر لكل الشعوب والامم. مجد شعب بني اسرائيل. بحسب يوحنا ١: ٤١ و٤٥ يسوع هو المسيا (المسيح) الذي كتب وتنبأ عنه موسى والانبياء. المسيح هوالمخلّص، متمم نبوة التكوين ٣: ١٥ “نسل المرأة القادم لسحق رأس ابليس”.
٤. الخلاص ليس للأمة اليهودية فحسب بل خلاصًا معطىً لجميع الأمم، المعلن عنه بوضوح في نبوات العهد القديم. اشعيا ٤٩: ٦.
٥. مجيء المسيح يفصل الناس إلى فئتين (سقوط او قيام كثيرين). لن يرحّب به من الجميع، سيقوم البعض بمقاومته. الذين يرفضون المسيح سيسقطون في النهاية واما الذين يقبلونه سينالون الخلاص. بحسب نبوة أش ١٤: ٨ في العهد القديم.
كلمة السيف التي نطق بها سمعان لمريم في الآية ٣٥ تشير إلى الآلام التي ستختبرها عند صلب المسيح. سيكون هناك معاناة، عذاب وموت. سيُلدغ نسل المرأة (المسيح) من الحية (ابليس).
آية للحفظ: لوقا ٢: ٣٠-٣١ “لأن عيني قد ابصرتا خلاصك، الذي اعددته قدام وجه جميع الشعوب”.
الدرس الثاني: التاريخ:ـــــــــــــــــ
يسوع ويوحنّا المعمدان – هذا هو المسيح
المقطع الكتابي: يوحنّا ١: ٢٩-٣٤
مقدمة النص وخلفيته
يوحنا هو ابن زكريا الكاهن واليصابات (نسيبة مريم والدة يسوع)، كانت ولادته معجزيّة لانّ والديه كانا في شيخوختهما واليصابات كانت عاقرًا.
يوحنا أكبرمن يسوع بنحو ستة أشهر على الأقل (في الجسد لوقا ١: ٥-٧ و ٣٦).
بشر الملاك جبرائيل زكريا بميلاد يوحنا في (لوقا ١: ١٣-١٧)
تكلّم اشعياء وملاخي (أنبياء من العهد القديم) عن يوحنا ورسالته في (اشعياء ٤٠: ٣-٥ وملاخي ٣: ١)
يصف لنا مرقس بشكل مفصل شخص يوحنا وعمله (مرقس ١: ٤-٦)
بحسب شريعة موسى كان على الكهنة ان يغتسلوا بالماء قبل بداية خدمتهم في خيمة الاجتماع لاويين ٨: ٦. وكان يجب ايضاً غسل احشاء واكارع التقدمة قبل تقديمها للحرق (لاويين ١: ٩ و١٣). تم وضع حوض خاص من معدن البرونز في فناء خيمة الاجتماع لهذا الغرض (خروج ٣٠: ١٧-٢١). بالإضافة الى ذلك كانت هناك طقوس أخرى متعددة متعلقة بالغسل لغرض التنقية والتطهير (مرقس ٧: ٢-٤ و عبرانيين ٩: ١٠).
اسئلة الدرس
١. اسرد القصّة بكلماتك الخاصة كما سمعتها وعلى الآخرين الإصغاء جيداً.
٢. ما الكلمات التي نطق بها يوحنا كي يعرّف الجموع إلى يسوع؟
٣. ماذا تعني كلمة “حمل” بالنسبة لك؟ برأيك ماذا كان يوحنا يقصد بعبارة “حمل الله الذي يرفع (اي يحمل) خطيئة العالم” عندما قالها عن يسوع؟
٤. ما الكلمات التي نطقت بها السماء بعد معمودية المسيح بحسب رواية متى البشير (متى ٣: ١٦–١٧)؟ وماذا يعني ذلك؟
٥. ما هي رسالة يوحنا المعمدان؟ عدد ٢٣ و ٣١–٣٤
٦. ما المغزى وراء معمودية يسوع من يوحنا المعمدان؟
٧. لماذا تمارس الكنيسة المعمودية اليوم؟
٨. ما هي الامور التي يجب ان نطبقها نتيجة ما تعلمناه اليوم؟
٩. نشجعك على مشاركة الدرس مع عائلتك أو مع آخرين لكي تنموا معاً في كلمة الرب.
أسئلة للتعمق:
١. هناك أشخاص آخرون ذكر عنهم في الكتاب المقدس بأن يسوع كان كائنًا قبلهم؟ أذكر على الاقل واحد منهم. (أبراهيم– يوحنا ٨: ٥٦-٥٨ وتكوين ١٨، داود– مرقس ١٢: ٣٥-٣٧ و مزمور ١١٠، موسى عبرانيين ١١: ٢٤-٢٦ و خروج ٣: ١-١٥)
اقتراحات للاجابة والتعمّق
٢. يسوع هو حمل الله الذي يرفع خطية العالم. الشخص الكائن في الوجود قبل يوحنا، الذي هو ابن الله.
٣. من دون سفك دماء لا تحصل مغفرة (عبرانيين ٩:٢٢، بطرس الاولى ١: ١٨-١٩، اش ٥٣: ٤-٧)، خروف الفصح (خروج ١٢: ٥-٧ ، ١٣).
بحسب تكوين ٢٢: ١٤ دعا ابراهيم الموضع الذي كان سيقدم عليه ابنه اسحق ذبيحة “يهوه يرأه” اي الرب سيدبر. لأنه في ذلك الموضع على جبل المريا الواقع في اورشليم (اخبار الأيام الثاني ٣: ١) سيذبح الحمل للتكفير عن الخطايا.
٤. يعلن الله الآب بوضوح وبصوت مسموع أن يسوع هو الابن الازلي. وبنزول الروح القدس عليه يظهر أنّه المسيح المنتظر المملوء بقوة الله لتتميم عمل فداء البشر وخلاص العالم من الخطية. أنظر (يوحنا ٣: ٣٤-٣٦) الذي لا يؤمن بالابن (المملوء بالروح بلا كيل) يمكث عليه غضب الله.
٥. كانت دعوة يوحنا المعمدان الإعلان عن مجيء من هو أعظم منه (يسوع المسيح). الذي هو الرب الاله نفسه، رسول العهد المنتظر، القادم الى الهيكل بحسب النبوءات (اشعياء ٤٠: ٣ و ملاخي ٣: ١).
دعا الناس إلى التوبة بمعمودية الماء ممهداً الطريق لبدء رسالة المسيح (متى ٣: ١١-١٢). مشيراً ايضاً إلى المسيح الذي سيعمد بالروح القدس.
٦. المسيح يتّحد مع البشر في المعمودية. الكلمة الذي صار جسداً وحل بيننا الذي أصبح واحداً منّا. أخذ دور رئيس الكهنة (الوسيط) الذي يتقدّم بدم الذبيحة (الكفارة) أمام محضر الله الآب. وهو ايضاً حمل الله اي الذبيحة نفسها. وهو الطاهر المنزّه عن كلّ إثم ينضمّ إلى الخطاة وغير الطاهرين ليتوب ويعتمد بالنيابة عنهم في مياه الأردن.
٧. فريضة للاشارة الى اتحاد الشخص الخاطئ بالمسيح والخلاص الذي انجزه بموته وقيامته. انضمامه الى مجتمع الكنيسة واعلانه العلني باتّباعه للمسيح.
آية للحفظ: يوحنا ١: ٢٩ “وفي الغد نظر يوحنا يسوع مقبلاً اليه فقال: هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم”
الدرس الثالث: التاريخ:ـــــــــــــــــ
يسوع وإبليس – المسيح المُجّرب
المقطع الكتابي: متى ٤: ١-١١
مقدمة النص وخلفيّته
ابليس: وصف يسوع ابليس بالقاتل منذ البدء وبأن لا حقّ فيه وبأنّه كذّاب وأبو الكذب.
وُصف ايضاً ابليس في (حزقيال ٢٨: ١٢، ١٤-١٧ و اشعياء ١٤: ١٢-١٥). أنه كان أحد ملائكة الكروبيم، كاملاً وممتلئًا حكمةً وجمالًا عند خلقه. كان يمشي في عدن جنة الله. لحين ظهر الاثم والخطيئة والعنف فيه. حيث اراد ان يصير مثل العليّ، تشامخ وفسد وابتغى أن يرتفع الى الأعالي وأن يجلس فوق الجميع. فطرحه الله الى الارض ساقطاً من السماء منحدراً الى الهاوية. دعي ايضاً برئيس سلطان الهواء او سيد مملكة الجو، الروح المسيطر على اذهان غير المؤمنين والمتحكّم فيهم، الاموات بالذنوب والخطايا افسس ٢: ٢
الصوم والاربعون يومًا: صام موسى لوحده اربعين يومًا وليلة في جبل سيناء وكذلك ايليا. وغضب الله وعاقب شعبه بني اسرائيل وتوّههم في البرية اربعين عاماً بسبب عصيانهم كلمة الله.
المدينة المقدسة: المقصود بها أورشليم اي القدس.
الهيكل: هو مكان العبادة لبني اسرائيل، المبنى الذي كان البديل لخيمة الاجتماع. وكان جناح الهيكل يطلّ على واد عميق.
اسئلة الدرس
١. اسرد القصّة بكلماتك الخاصة كما سمعتها وعلى الآخرين الإصغاء جيداً.
٢. ما الحدث الذي سبق هذه التجارب التي تعرض لها المسيح؟
٣. من الذي ارسل المسيح ليجرب وأين جرى ذلك؟ ولماذا؟
٤. كم عدد التجارب التي جرب بها ابليس المسيح؟ أذكرها؟ من أين أتى المسيح بالردود عليها؟ ماذا نتعلم من ردود يسوع؟
٥. كثيرًا ما نتعرّض في الحياة لتجارب واغراءات من ابليس الذي قد يستخدم أشخاصًا أو ظروفًا ليسقطنا في الخطية؟ من خلال ما تعلمناه من الدرس كيف سنقوم بمواجهة هذه التحديات في حياتنا اليومية؟
٦. ما هي الامور التي يجب ان نطبقها نتيجة ما تعلمناه اليوم؟
٧. نشجعك على مشاركة الدرس مع عائلتك أو مع آخرين لكي تنموا معاً في كلمة الرب.
أسئلة للتعمق:
١. قارن بين تجربة ابليس للمسيح في البرية؟ وتجربة الحية لآدم وحواء في جنة عدن؟ قارن بين هذه الآيات: (تكوين ٣: ١ ومتى ٤: ٣، تكوين ٣: ٤ ومتى ٤: ٦ ، تكوين ٣: ٦ ومتى ٤: ٩-١٠)
٢. في لوقا ٤: ١٣ نقرأ عن ابليس بأنّه “فارقه لحين”. اعط بعض الامثلة عن تجارب أخرى تعرض لها المسيح قبل موته على الصليب؟. (متى ٢٦: ٣٩، يوحنا ١٩: ١٠، متى ٢٧: ٤٢-٤٣)
٣. تأمل في المزمور ٩١. تصوّر بأن يسوع يقرأه وهوعالم بأنه يتكلم عنه ويصفه. كيف يتكلّم إليك هذا المزمور بشكل خاص لو كنت تشعر بعبء جسدي أو ضغوطات نفسية او كنت تتعرض لهجمات روحية من ابليس؟
اقتراحات للاجابة والتعمّق
٢. معمودية يسوع، وبداية خدمة يسوع العلنية، بكونه الكاهن (ممثل الشعب امام الله).
٣. أُرسل الى البرية. الروح القدس هو الذي اصعده ليجرب من ابليس. بما أن يسوع المسيح هو الوسيط الذي ينوب عن البشر. فيجب ان يمر بنفس تجاربهم. كما جرب ابليس آدم وحواء (الانسان الأول) في البدء، يسوع الذي يمثّل البشرية “ آدم الأنسان الثاني” يجب أن يُمتحن!
يسوع ايضاً يمثل موسى واسرائيل العهد الجديد. على خلاف الشعب الذي فشل في تطبيق الشريعة جاء ابن الله مولود تحت الشريعة ليطبق الشريعة ويتممها.
٤. ردود المسيح على التجارب الثلاثة هي من كلمة الله. (تثنية ٣: ٨، مز ٩١: ١١-١٢، تثنية ٦: ١٦). يسوع كان يعلم جيّدًا كلمة الله وكان مدركًا لكتب العهد القديم (التوراة، المزامير والانبياء). لاحظ كيف ان ابليس يعرف الكتاب ويقتبس كلامه منه. علينا التعمق في الكتاب المقدس والاقتداء به وحده في حياتنا.
سؤال التعمق الاول:
كان آدم في جنة عدن يعيش حياة هانئة وكان محاطًا بجنّة مليئة بكلّ ما نشتهيه من الثمار، وله حق الاستمتاع بكلّ خيرات الأرض (عدا ثمار شجرة الخير والشر). بينما كان المسيح في البرية، صائمًا، جائعًا. كان آدم في عالم نقي، بدون الم، وخطية، أو موت. بينما كان المسيح محاطًا بعالم مليء بالخطايا، والمعاناة، والفساد.
يحاول ابليس ان يزرع الشك في كلّ من آدم (الاول) والمسيح (آدم الثاني). يسقط آدم في اول اختبار، مبيناً عن عدم ثقة بالرب ومحبة وطاعة له. يثبت المسيح بأنه الابن الذي يحب الآب ويطيعه يعمل دوماً مشيئته حتى في تجسّده.
آية للحفظ: متى ٤:٤ “مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله”.
الدرس الرابع: التاريخ:ـــــــــــــــــ
يسوع وسمعان بطرس – دعوة المسيح
المقطع الكتابي: لوقا ٥: ١-١١
مقدمة النص وخلفيته
بحيرة جنيسارات: هي نفسها بحر طبرية او بحر الجليل
تقابل يسوع مع سمعان بن يونا من قبل، إذ احضره أندراوس اخيه (الذي كان من تلامذة يوحنا المعمدان) اليه قائلاً: “قد وجدنا المسيح”. واعطاه يسوع اسم صفا (بالآرامية) بطرس (باليونانية) الذي معناه الصخر (يوحنا ١: ٤٠-٤٢). وتقابلا ثانيةً على ضفاف بحيرة الجليل ودعاه يسوع قائلاً: “اتبعاني، اجعلكما صيادي بشر” (مرقس ١: ١٦-١٨). وقبل هذه الحادثة ذهب يسوع الى بيت سمعان بطرس وشفا حماته المريضة (لوقا ٤: ٣٨-٣٩). ومن المؤكّد أنّ يسوع كان معروفاً في منطقة البحيرة، إذ كان يعلّم في كفرناحوم، ويطرد الارواح النجسة ويشفي المرضى والبرص( لوقا ٤: ٣١-٣٧ و مرقس ١: ٣٤ و ٤١).
اسئلة الدرس
١. اسرد القصّة بكلماتك الخاصة كما سمعتها وعلى الآخرين الإصغاء جيداً.
٢. ماذا نعرف عن سمعان بطرس؟ وبرأيك هل كان هذا أول لقاء بين سمعان والمسيح؟
٣. ماذا طلب المسيح من بطرس بعد أن انتهى من تعليم الجموع؟ وماذا كان ردّ سمعان؟ وما هي نتيجة طاعة سمعان لأمر المسيح؟
٤. ما العبارة التي نطق بها سمعان في الآية ٨ وما الفعل الذي قام به؟ ماذا يعني ذلك؟
٥. ماذا كان رد يسوع على بطرس؟ وماذا يعني ذلك؟ وكيف تجاوب سمعان مع الأمر؟
ماذا نتعلم عن يسوع من هذا النص؟
٦. دعا المسيح بطرس حين قال له “أجعلك صياد ناس” و هو في كل يوم يدعوك لتتبعه، هل استجبت للدعوة ؟ ٧. هل تعيش معه بأمانة؟ وإن لم تستجب، ما العائق الذي يمنعك من أن تسلم حياتك ودفة سفينتك لكي يقودها هو؟
٨. ما هي الامور التي يجب ان نطبقها نتيجة ما تعلمناه اليوم؟
٩. نشجعك على مشاركة الدرس مع عائلتك أو مع آخرين لكي تنموا معاً في كلمة الرب.
أسئلة للتعمق:
١. سمع سمعان دعوة يسوع له من قبل وتبعه (متى ٤: ١٨-٢٠ و مرقس ١: ١٦-١٨)، ما هو الفرق هذه المرة؟
٢. ما الفرق بين الشخص الذي يتبع يسوع المسيح والشخص الذي هو تلميذ ليسوع المسيح؟ ماذا يطلب يسوع من اتباعه وتلاميذه وماذا يتوقع منهم؟
اقتراحات للاجابة والتعمّق
٢. سمعان هو أخ اندراوس، مقيم في كفرناحوم، صياد سمك، جاء به اندراوس الى يسوع الذي غير اسمه من سمعان بن يونا الى صفا بالارامي أو بطرس باليوناني. الذي معناه صخر. اصبح مع أخيه من اتباع يسوع وكان صديقًا ليوحنا ويعقوب اللذين كانا أيضًا تلميذين.
٣. ليبتعد نحو العمق ويصطاد السمك. من المتعارف عليه أن صيد السمك يكون أكثر وفرة في ساعات الليل بينما يقلّ في ساعات النهار. لكنّ سمعان اطاع كلمة يسوع. ربما على مضض أو احتراماً لمكانة يسوع، أو ربما اختار بطرس ان يطيعه على الرغم من ان الطلب يتناقض مع منطقه وتفكيره وخبرته في الصيد. كانت النتيجة بركة فياضة ونعمة وفيرة.
٤. خر على ركبته (ركع) دعا يسوع يا رب (السيد) واعترف انه رجل خاطئ. يسوع يحطم كل الافكار المسبقة عنه. سلطانه فوق الطبيعة وفوق كل التوقعات البشرية. امام قداسته وجلاله وبره وفي محضره تنكشف وتظهر طبيعة الانسان الفاسدة والخاطئة.
٥. قال يسوع لا تخف! من الآن بالفعل ستكون صياد بشر. نجد في شخص يسوع المسيح الامان والغفران. وبالاتكال عليه وباتباعه يكون للانسان ملء الحياة وفرصة لمشاركته في خطته. سمعان بطرس ترك كل شئ وتبعه.
آية للحفظ: لوقا ٥: ١٠ “قال يسوع لسمعان: لا تخف! من الان تكون تصطاد الناس”.
الدرس الخامس: التاريخ:ـــــــــــــــــ
يسوع ومتى – التحوّل في المسيح
المقطع الكتابي: متى ٩: ٩-١٣
مقدمة النص وخلفيّته
يتبع هذا الحدث قصة شفاء المشلول الذي قال له يسوع “مغفورة لك خطاياك” ومن ثم تعليم يسوع الجموع على ضفاف بحر الجليل. متّى ايضاً كان معروفًا باسمه اليهودي “لاوي بن حلفي” (مرقس ٢: ١٣-١٤).
لاوي هو اسم أحد اهم اسباط بني اسرائيل. واللاويون هم أبناء هارون اخ موسى النبي، الكهنة المفرزون ليمثلوا الشعب امام الله وليعلموا الشريعة.
على عكس اللاويين نجد أنّ مهنة هذا اللاوي (متّى) كانت عشّارًا جامعًا للضرائب (لوقا ٥: ٢٧).
كان العشارون يقومون بجمع الضرائب، وكانت هذه الفئة غير محبوبة ومحتقره في المجتمع اليهودي، لأن المجتمع اليهودي كان ينظر إليهم على أنهم عملاء لدى الرومان.
الفريسيون فئة من القادة اليهود في عصر المسيح. لهم تقاليد وشعائر خاصة فيما يختصّ بتناول الطعام (أنظر مع مرقس ٧: ١-٣).
الكتبة: هم معلمو الشريعة اليهودية، ومفسرو الكتب.
حذّر يسوع الناس وأنذرهم من رياء الفريسيين والكتبة وفي عدة مناسبات تواجه معهم وادانهم بشدة (مرقس ١٢: ٣٨-٤٠ و متى ٢٣: ١٣-٣٣).
اسئلة الدرس
١. اسرد القصّة بكلماتك الخاصة كما سمعتها وعلى الآخرين الإصغاء جيداً.
٢. أين كان متّى؟ ما كانت وظيفته عندما تقابل مع يسوع؟ وماذا كانت نظرة المجتمع لشخص مثله؟
٣. لماذا اختار يسوع شخصًا مثل متى العشار ليكون من تلاميذه؟ ما الذي ينظر إليه المسيح عند دعوته للأشخاص؟
٤. ماذا فعل متى بعد أن قام وتبع يسوع؟ ما الفرق بين نظرة يسوع المعلّم وأسلوب تعامله مع الخطاة والعشارين ونظرة المعلمين الاخرين لهؤلاء الاشخاص؟
٥. لماذا استخدم المسيح عبارة ” اذهبو ا وتعلموا “؟ وبماذا شبه المسيح الفريسيين في النص بحسب ما ورد في هوشع ٦: ٦ ؟ ولماذا؟
٦. هل تعتقد أنك مريض وتحتاج إلى طبيب؟ ما هو أهم احتياج لديك جاء المسيح من أجله؟
٧. بحكم أننا اتباعٌ للمسيح ما الذي ينبغي أن نغيّره اليوم في نظرتنا إلى الاشخاص المنبوذين والمحتقرين الذين ليس لهم قيمة في نظر العالم وكيف علينا أن نتعامل معهم؟
٨. ما هي الامور التي يجب ان نطبقها نتيجة ما تعلمناه اليوم؟
٩. نشجعك على مشاركة الدرس مع عائلتك أو مع آخرين لكي تنموا معاً في كلمة الرب.
أسئلة للتعمق:
١. كيف عاش يسوع مع تلاميذه واتباعه وكيف تعامل معهم؟ (شارك وعاش يسوع حياته اليومية معهم. زار بيوتهم، مكان تواجدهم، اختلط مع اصدقائهم وعائلاتهم. لا يعطي ارشاداته من بعيد بل من وسطهم).
٢. كيف يمكننا في الكنيسة اليوم أن نكون مثل يسوع في تعاملنا؟
اقتراحات للاجابة والتعمّق
٢. كان متى عشاراً، قابله يسوع وهو في خضم عمله وهو يجمع الضرائب من الناس. كان مكروهًا ومنبوذًا من المجتمع، شخصًا خائنًا وعميلًا للأجنبي الكافر بغرض كسب المال. دعاه يسوع ليتبعه حين كان يمارس عمله وحياته اليومية العادية ليس في وقت صلاته، عبادته أو دعائه. انما أثناء قيامه بعمله الخاطئ والدنيء.
٣. لا يختار يسوع أتباعه بحسب فكر العالم لكي لا يستطيع أي أحد ان يفتخر ويتعالى على الآخرين. هو لا يبحث بالضرورة عن الغني، أو الذي لديه نفوذ، القوي، أو الذي له سمعة ومكانة مرموقة و معروفة. ليس الشخص الحذق او المتعلم صاحب شهادة أو اختصاص.
يبحث يسوع بالأخص عن الاشخاص المذلولين والخطاة، المرفوضين واليائسين الذين لا حول لهم ولا قوة. لأنهم يعلمون يقيناً عدم استحقاقهم لملكوت الله، اختارهم ليس لأعمالهم الحسنة بل لانهم معتمدين بالكامل على نعمة الله في المسيح.
٥. كان معلمو الشريعة اليهودية في ذلك الوقت يستخدمون جُمل مثل ” اذهب وتعلم” أو “تعال وانظر” كي يلفتوا انتباه مستمعيهم الى الادلة الموجودة في العهد القديم. فاستخدم يسوع لجملة “اذهبوا وتعلموا” لكي يلفت نظر الفريسيين إلى ما قاله هوشع في العهد القديم عن المعرفة والعلاقة الصحيحة مع الله التي تفوق ممارسة الذبائح والطقوس.
آية للحفظ: متى ٩: ١٢ “قال لهم يسوع: لا يحتاج الاصحاء الى طبيب بل المرضى”.
الجزء الثاني ـ التحرير والشفاء
الدرس السادس: التاريخ:ـــــــــــــــــ
يسوع والمشلول – المسيح هو غافر الخطايا والذنوب
المقطع الكتابي: مرقس ٢: ١-١٢
مقدمة النص وخلفيّته
كانت أغلب البيوت في ذلك الوقت تتألّف من طابق واحد، ولكلّ بيت سلّم من الخارج للوصول إلى السقف. وكان السقف يتحمل الضغط لأنّه مكوّن من أغصان الاشجار والنخيل وفوقها طبقة من الطين.
المعرفة الخارقة للطبيعة كانت تنسب فقط للانبياء (ملوك الثاني ٦: ١٢).
التجديف كان يعني أن تنطق باسم الله باطلًا، أو دعوة الناس لاتباع آلهة أخرى. وكانت عقوبة من يجدّف على اسم الله بحسب الشريعة (لاويين ١٦: ٢٤) ، توجيه اللوم له وقتله بالرجم من قِبل الجماعة كلها.
ابن الانسان: هو اللقب المفضل عند يسوع ليعرّف به عن نفسه. في الاناجيل لم دعَ اي شخص اخر بهذا اللقب غير المسيح. استخدم اكثر من سبعين مرة في وصف سلطان وقدرة المسيح وفي الكلام عن آلامه ومجيئه الثاني. اصل وجذور هذا اللقب نجده في العهد القديم في دانيال ٧: ٩-١٤. ابن الانسان (المسيح) يأتي إلى محضر قديم الايام (الله الآب) يُعطى سلطاناً ومجداً وملكوتاً لتتعبد له كل الشعوب والامم والالسنة. سلطانه ابدي ولن يزول وملكه لا ينقرض!
كانت جموع كثيرة تتبع يسوع. وكانت الاولوية عند المسيح هي البشارة بالانجيل والكرازة بملكوت الله (مرقس ١: ٣٥-٣٩). كفرناحوم هو المكان الذي استقر فيه يسوع ومن هناك كان يخرج لينادي بالكلمة (متى ٩: ١، مرقس ٢: ١-٢). شفاءاته وسلطانه وتعليمه تركت أثر في نفوس الكثيرين، إلى درجة أنّه حتى الفريسيين ومعلمي الشريعة جاءوا من انحاء الجليل واليهودية واورشليم ليستمعوا إلى تعليمه (لوقا ٥: ١٧).
اسئلة الدرس
١. اسرد القصّة بكلماتك الخاصة كما سمعتها وعلى الآخرين الإصغاء جيداً.
٢. تخيل نفسك داخل الحدث واعط لنفسك دور في القصة (واحد من الاشخاص داخل البيت، او واحد من الاربعة الذين حملوا المشلول، او واحد من الكتبة، او انت صاحب البيت) ما رأيك بما يحدث حولك؟
٣. ماذا قال يسوع للمشلول؟ لماذا اعترض الكتبة على ما قاله يسوع؟ وهل كان هذا مشروعاً؟
٤. برأيك، ما هو اسهل ان يقال للمشلول، خطاياك مغفورة ام قم احمل سريرك وامش؟ لماذا غفر المسيح خطايا المشلول قبل أن يشفيه؟
٥. ماذا يعني لقب “ابن الانسان”؟ وما علاقة هذا اللقب بسلطان غفران الخطايا؟
٦. كان لدى المسيح سلطانٌ لمغفرة الخطايا، إلى أيّ مدى لديك انت القدرة على مغفرة الخطايا؟ قارن مع ما قاله يسوع في الصلاة الربانية متى ٦: ١٢. بناءً على ذلك، ما الفرق بين المغفرة التي يمنحها يسوع ومغفرتنا نحن؟
٧. لنأخذ سوياً دقيقتين من الهدوء والصمت. اثناء ذلك فكر في الخطايا التي تسقط فيها بشكل دائم، والعوامل التي تقودك اليها. قدّم توبتك واطلب من المسيح ان يغفر لك خطاياك!
٨. ماهي الاشياء التي سوف تقوم بتطبيقها بشكل عملي اليوم من خلال هذه القصة؟
٩. نشجعك على مشاركة الدرس مع عائلتك أو مع آخرين لكي تنموا معاً في كلمة الرب.
أسئلة للتعمق:
١. كيف عرف يسوع بما يفكرون في أنفسهم ؟ (قارن مع لوقا ٥: ١٨ مستنداً إلى النصوص فقط). وماذا يعني ذلك في ضوء ما ذكر عن دور وعمل الروح القدس في حياة المسيح (اشعياء ١١: ١-٢، أش ٦١: ١ يوحنا ٣: ٣٤)، وعمل الروح القدس في حياة المومنين؟ (يوحنا ١٤: ١٢ اخذاً بعين الاعتبار السياق التي وردت فيه الآيات).
٢. أُعطي النبي حزقيال لقب “أبن الانسان” ايضاً. هل هناك تشابه او ارتباط بين المسيح وحزقيال؟ ما هو؟ قارن بين الايات التالية حزقيال ١: ٢٥-٢٨، حز ٣: ٤ و ١٧، حز ٤: ٤-٥، حز ١٢: ٢.
اقتراحات للاجابة والتعمّق
٣. “مغفورة لك خطاياك”. كان التكفير عن الخطايا في ذلك الوقت لا يتم إلا من خلال تقديم الذبائح والتقدمات لله في الهكيل، وكان اليهود يعلمون جيدًا أن الله وحده هو الوحيد القادر على غفران الخطايا. ما فعله المسيح بقوله ” مغفورة لك خطاياك” كان تجديفًا واضحًا وصريحًا (إلّا إذا كان بالفعل هو الرب الإله).
٤. من الاسهل ان تقول “مغفورة لك خطاياك” لأنه صعب اثبات ذلك. لكن لو قلت لشخص مشلول “قم وامش” الكل سيرى ذلك. المسيح فعل الامرين. ليثبت بأن لديه سلطان لغفران الذنوب.
ربط المسيح الشفاء بغفران الخطايا، ليبين لنا ان المرض هو من اعراض الخطيئة التي دخلت الى العالم بسبب سقوط آدم. فالخطيئة هي اصل الشّر في العالم. يركز البشر على الامور الخارجية والاحتياجات الآنية، لكن يرى يسوع احتياج الإنسان الداخلي والجوهري. الخطية هي مشكلتنا الجذرية والاهم. المانع والعائق الكبير لنكون على علاقة سليمة مع الله. يبين لنا المسيح ان الاولية هي في تحريرنا من الخطية. نحن المقيدون بالخطية بحاجة ماسة إلى المغفرة.
٥. يسوع يعلن أنه ابن الانسان الذي تنبأ عنه النبي دانيال ٧: ١٣-١٤. سلطان ومجد وملك يسوع المسيح هو سلطان ابدي على كل الكون، لن يزول ولن ينقرض! هو الرب الاله القادم من السماء مع الملائكة في يوم الدينونة ليحكم ويدين كل البشر. (مرقس ٨: ٣٨، متى ١٣: ٤١-٤٣، متى ٢٦: ٦٤ و يوحنا ٥: ٢٥-٢٧).
٦. يسوع “ابن الانسان” هو الشخص الوحيد والفريد القادر على غفران الخطية التي تسببت بالموت والانفصال عن الله وبالعذاب الابدي في جهنم. لكن بإيماننا بالمسيح واتباعنا له اعطينا نعمة الروح لنتشبه بيسوع ونسلك بحسب خطواته في حياتنا اليومية إلى حين مجيئه الثاني.
آية للحفظ: مرقس ٢: ١٠-١١ “لكي تعلموا ان لابن الانسان سلطانًا على الارض ان يغفر الخطايا، قال للمفلوج قم واحمل سريرك واذهب الى بيتك”.
الدرس السابع: التاريخ:ـــــــــــــــــ
يسوع وقائد المئة – إيمان الأممي بالمسيح يشفي الغلام
المقطع الكتابي: متى ٨: ٥-١٣
مقدمة النص وخلفيته
كانت الامبراطورية الرومانية هي المسيطرة على العالم في ذلك الوقت. كان شعب الله وارض الموعد تحت احتلال الرومان. ديانة الرومان وثنية، فهم يؤمنون بتعدد الآلهة. كان لديهم مئات الآلهة مثل جوبيتر، ومارس ونبتون ومنيرفا على غرار آلهة الاغريق. كان الاعتقاد السائد بأن القيصر ينحدر من ذرية الآلهة وهو امبراطور مستحق العبادة والجلال.
الامميون او “الغرلة” هم من ليسوا من شعب اسرائيل (غلاطية ٢: ٧-٨)
بنو الملكوت: هم اليهود الذين ورثوا الموعد بالجسد، ورفضوه بالروح والايمان، فتساووا مع الامم المرفوضين بسبب عدم ايمانهم بيسوع المسيح.
المائدة المستقبلية في ملكوت الله، هي الاحتفال بيوم الخلاص العظيم لكل المؤمنين (الامميين واليهود) يوم الخليقة الجديدة في نهاية الايام. يدعى ايضاً بيوم عشاء عرس الخروف، الاحتفال بالمسيح (العريس) وكنيسته (العروس) يوم يسكن الله مع شعبه (اشعياء ٢٥: ٦-٨، رؤيا ١٩: ٧-٩، رؤيا ٢١: ١-٤).
كانت هناك العديد من الفرق العسكرية الرومانية في المنطقة، وكانت توجد فرقة بقلعة أنطونيو في أورشليم. كفرناحوم كانت مركزًا لتحصيل الجمارك، فكانت هناك فرقة لحراستها وحفظ السلام. تتكون الكتيبة من ٦٠-٨٠ مقاتل لذلك تسمية قائد المئة لا تعني بالضرورة مائة مقاتل.
حسب رواية لوقا ٧: ٣-٥، نكتشف ان القائد كان يحب امّة اليهود وقد بنى لهم مجمع. سمع عن يسوع وأرسل شيوخ اليهود اولاً ليطلبوا منه ان يشفي عبده، لأنه أيقن بأنه غير مستحق او جدير أن يكون في محضر المسيح.
اسئلة الدرس
١. اسرد القصّة بكلماتك الخاصة كما سمعتها وعلى الآخرين الإصغاء جيداً.
٢. ماذا نعرف عن الرومان وديانتهم؟ وما الغريب في أن قائد عسكري روماني يطلب شفاء لخادمه من يسوع الذي كان يهوديًّا؟ ماذا نتعلم منه؟
٣. صف رد فعل القائد عندما وافق يسوع على الذهاب معه لشفاء خادمه. ما الفكرة التي كانت لديه عن يسوع والسلطان الذي يتمتع به؟
٤. ماذا قال يسوع عن ايمان القائد الروماني في الآية ١٠؟ ما كان قصد المسيح في الآية ١١؟ ما هو الخبر السار الذي اعلنه يسوع؟ لماذا هو مهم لنا في يومنا هذا؟
٥. كيف تفهم قول المسيح بأن بني الملكوت يطرحون في الظلمة الخارجية اي العذاب الابدي آية ١٢؟ لمن وجه يسوع حديثه في الآيتين ١١–١٢ ولماذا؟
٦. اذكر الفئتين الموجودتين في النص وقارن بين الايمان الذي وصفهما به يسوع ومصير كل منهما؟ ما هو مصيرك انت في هذا اليوم العظيم والمريع؟
٧. كيف يمكنك ان تتبع مثال القائد الروماني في إيمانه بيسوع بشكل عملي اليوم؟
٨. ما هي الامور التي يجب ان نطبقها نتيجة ما تعلمناه اليوم؟
٩. نشجعك على مشاركة الدرس مع عائلتك أو مع آخرين لكي تنموا معاً في كلمة الرب.
أسئلة للتعمق:
١. ما العلاقة بين القادمين من المشارق والمغارب وابراهيم واسحاق ويعقوب؟ (آية ١١). قارن مع اشعياء ٢٥: ٦-٨ و ٥٦: ٣-٨، وعبرانيين ١١: ٩-١٦.
اقتراحات للاجابة والتعمّق
٢. على الرغم من كونه قائد ذا نفوذ وله سلطة على اليهود، وكونه ممثل امبراطورية ترى نفسها اعلى واسمى وافضل من الآخرين التجأ هذا الاممي إلى يسوع.
٣. عبارة “أنا آتي” باليونانية تعني ” أنا بذاتي آتي” والفعل آتي المستخدم في العبارة جاء في صيغة الفعل اللحظي (aorist participle) وكأن يسوع يقول له أنا آتي بذاتي حالًا.
قائد المئة فاهم جيدًا لناموس اليهود وتقاليدهم بأن الشخص اليهودي الذي يدخل بيت الأممي يتنجس. مما دفعه إلى أن يسرع في رده، حتى لا يورط المسيح في المخاطرة. فإعلانه امام الناس بانه اقل شأناً وغير مستحق ان يأتي يسوع تحت سقف بيته من دون اي حرج أو خجل يظهر تواضع هذا الشخص وادراكه لمكانة يسوع وسلطته وثقته الكاملة به وبسلطانه على شفاء هذا الغلام دون لمسه. وشبّه القائد كلمة المسيح بالجندي الذي يرسله ليحقق مشيئة قائده. لا يمكن لأي جندي ان يقاوم، او يجادل، أو يتحجج او يقف ضد كلمة قائده ذي السلطان الكامل.
يظهر لنا القائد فهمه للسلطان والقدرة الإلهية في كلمة واحدة يقولها يسوع، ويعبر عن ايمان عظيم وفهم لشخصية المسيح.
٤. ايمان هذا الوثني هو اقوى من ايمان بني اسرائيل شعبه. ابواب ملكوت السماوات مفتوحة لكل الشعوب. وهؤلاء الآتين من المشارق والمغارب هم الذين قبلوا الخلاص وآمنوا بالمسيح وجاءوا يرثون الوعد، مع أصحاب المواعيد الاولى (اشعياء ٢: ٢-٣ وكما تنبأ سمعان في لوقا ٢: ٣٠-٣٢). الغرباء والامم سيأتون ولهم مكان في الوليمة والاحتفال مع ابراهيم واسحاق ويعقوب في يوم الحساب الاخير.
٥. حذر يسوع الناس وبالأخص خاصته من عذاب جهنم الابدي. رفض سيادة يسوع على حياتنا وغفرانه يؤدي بنا الى هذه الهاوية.
٦. فصل يسوع بين الذين يؤمنون به وبسلطانه وبين الذين يرفضونه. (يوحنا ١: ١٠-١٣).
آية للحفظ: متى ٨: ١١ “اقول لكم ان كثيرين سيأتون من المشارق والمغارب ويتكئون مع ابراهيم واسحاق ويعقوب في ملكوت السماوات”.
الدرس الثامن: التاريخ:ـــــــــــــــــ
يسوع والرجل الذي به روح لجئون – سلطان المسيح على الارواح النجسة والشياطين
المقطع الكتابي: مرقس ٥: ١-٢٠
مقدمة النص وخلفيته
بحسب رواية مرقس هذه هي المرة الثانية التي يخرج يسوع فيها ارواح نجسة.
وردت الأولى في (مرقس ١: ٢١-٢٨). كما ان يسوع منح التلاميذ هذا السلطان في (مرقس ٣: ١٥).
الجراسيين أو الجرجسيين: مدينة مشهورة واحدة من المدن العشرة المذكورة في (مرقس ٥: ٢٠). تقع على الجانب الآخر لبحيرة الجليل من كفرناحوم وأغلبية سكان هذه المدن العشرة هم من غير اليهود.
نلاحظ وجود قطيع كبير من الخنازير ورعاة في المنطقة. ولان الخنزير حسب الشريعة هو نجس، فعلى الاغلب كانت هذه المنطقة غير يهودية. ومن سياق النص نلاحظ ان يسوع اختار ان يذهب إلى هذه المنطقة غير اليهودية خصيصاً لأنه بعد ان حرر وانقذ هذا الرجل عاد مباشرةً الى الجانب اليهودي من البحيرة (مرقس ٥: ١ و٢١-٢٢).
لجئون: تعني فرقة مكونة من ٤٠٠٠-٦٠٠٠ مقاتل.
في الكتاب المقدس نجد أن الاسم يدل على طبيعة الشخص او الكائن. في الآية ٩ كان المسيح يريد من هذا الشخص ان يعترف بطبيعة القوة التي تستعبده.
كان الشعب اليهودي يعتبر المقابر مكانًا نجسًا، والمكان المفضل للشياطين.
تأتي هذه المعجزة بعد سلسة تعاليم المسيح بأمثال وبعد أن انتهر يسوع الريح وهدّأ العاصفة وهو في السفينة مع التلاميذ. من خلال الآية (٤: ٣٥) ندرك أن الوقت الذي صارت فيه المعجزة هو أثناء الليل، وكان هناك اعتقاد سائد في ذلك المجتمع أن هذه الارواح تمارس نفوذها خلال الليل.
اسئلة الدرس
١. اسرد القصّة بكلماتك الخاصة كما سمعتها وعلى الآخرين الإصغاء جيداً.
٢. صف حالة هذا الشخص والمكان الذي كان يعيش فيه. ما الألم والأذى الذي لحق به بسبب هذه الارواح؟ (الآيات ١–٥).
٣. ماذا فعل هذا الرجل عندما رأى يسوع وما الذي قاله له؟ ماذا كان رد يسوع؟
٤. هل يوجد في مجتمعاتنا اشخاصٌ قادرون على اخراج الارواح الشريرة؟ وبسلطان من يخرجون الشياطين؟ ممّا ورد في هذا النص ما السلطان الذي استخدمه يسوع لاخراج هذه الارواح النجسة؟
٥. ماذا كان موقف سكان البلدة من الذي فعله المسيح؟
٦. ماذا طلب الرجل من يسوع في الآية ١٨؟ ماذا كان رد يسوع في الآية ١٩؟ ماهي نتيجة لقاء المسيح مع هذا الرجل؟ ماهي الدعوة التي يدعوك إليها المسيح اليوم؟
٧. هل انت مثل الناس الذين طلبوا من يسوع ان يرحل عن بلدتهم بعد ان عرفوا سلطانه؟ أم مثل الشخص الذي حرره يسوع واراد ان يتبعه اينما ذهب؟ فكر في هذا الامر مع نفسك لبضعة دقائق وحدد موقفك تجاه هذا الامر.
٨. ما هي الامور التي يجب ان نطبقها نتيجة ما تعلمناه اليوم؟
٩. نشجعك على مشاركة الدرس مع عائلتك أو مع آخرين لكي تنموا معاً في كلمة الرب.
أسئلة للتعمق:
١. كيف عرفت الارواح الشريرة ان يسوع هو ابن الله العلي؟
٢. قارن بين حالة الشخص قبل لقائه بالمسيح وبعد تحرير المسيح له. قارن بين الضرر والأذى الروحي والجسدي.
٣. ناقش في المجموعة مفهوم ومعنى الإرسالية. بناءً على فهمك لهذا المصطلح ما هو مفهوم وجوهر الارسالية في هذا النص؟
اقتراحات للاجابة والتعمّق
٢. منعزل عن الناس يسكن في القبور، ولا يلبس ثياب لفترة طويلة. كان تحت الحراسة، يربطه الناس بسلاسل وقيود (مثل الحيوان المتوحش) عندما يستولي الروح النجس عليه (لوقا ٨: ٢٧ و ٢٩). كان يصرخ ويجرح جسده بالحجارة. لا يستطيع اي احد ان يسيطر عليه وكان معروفًا لدى سكان المدينة.
٣. سجد الرجل امام يسوع، وصاح باعلى صوته “ما لي ولك يا يسوع ابن الله العلي، استحلفك ان لا تعذبني”. طلب الرجل من يسوع ألّا يطرد الارواح منه إلى خارج المنطقة.
اعترفت هذه الشياطين (من خلال الرجل) بأن يسوع هو ابن الله العلي! كلم يسوع الروح النجس مباشرةً، وامره بأن يخرج منه. يأذن يسوع بالسلطان الذي لديه للشياطين أن تخرج الى الخنازير. فور حدوث ذلك اقدمت الخنازيرعلى الانتحار.
٤. بكلمة وأمر واحد من المسيح تخضع الارواح النجسة والشياطين لسلطانه وقدرته. ليس هناك معركة او صراع او اية مقاومة من قبل قوى الشر! يسوع هو المسيطر قوى الشر والظلام تهزم وتهرب في حضوره!
ساعد المسيح هذا الرجل بقضائه وحكمه وانتهاره للشياطين. لاحظ ان يسوع جاء خصيصاً لمساعدة هذا الرجل (مرقس ٥: ١ و ٢١).
٥. طلبوا من يسوع أن يرحل عن ديارهم، لسببين أولهما: الخسارة الاقتصادية التي تسبب فيها، والثاني: كان هناك تصورات يونانية عن بعض السحرة الذين يقومون بمعجزات والذين يخافهم الناس. بدلاً من الاحتفال بتحرير هذا الانسان البائس، اعتراهم الخوف. بدلاً من ان يطلبوا منه البقاء بعد ان شاهدوا سلطته على الشياطين، طلبوا منه ان يترك بلدتهم. يتفاعل ويتعامل البشر بشكل مختلف مع يسوع. البعض يرفضه حتى من بعد اختبارهم لسلطانه مفضلين الاستمرار بطرقهم. في حين أنّ هناك اخرين لا يتركونه ويودون تكريس حياتهم له.
٦. نتيجة هذا اللقاء مع يسوع تحرر الرجل من حياة الشقاء والعبودية. نال حياة جديدة، اصبح واحد من أتباع يسوع وشخص مُرسل منه للتبشير به وبما فعله في حياته.
سؤال التعمّق الثاني:
الشياطين تعذّب، تدمّر وتعزل الانسان بينما يسوع يحرر ويطلق الانسان ويعطيه حياة، يعيد له علاقته مع الآخرين. لاحظ بأن الضرر الذي تسببته الارواح والشياطين هو حقيقي، محسوس ومؤذ مثله مثل الالم الجسدي!
آية للحفظ: مرقس ٥: ١٩ “قال يسوع: اذهب الى بيتك والى اهلك واخبرهم كم صنع الرب بك ورحمك”.
الدرس التاسع: التاريخ:ـــــــــــــــــ
يسوع يقابل يايروس والمراة نازفة الدم – المسيح الشافي ومعطي الحياة
المقطع الكتابي: لوقا ٨: ٤٠-٥٦
مقدمة النص وخلفيته
رئيس المجمع: هو شخص بارز في المجتمع، والمكلف بالاشراف على الترتيبات اللازمة للصلوات والخدمات التي تقام للعبادة. على سبيل المثال هو من يقود الصلاة، ويقرأ الكتاب، ويعلّم.
كان مرض هذه المرأة يعتبر مثل فترة حيضها (الدورة الشهرية)، لذا هي في نظر الناموس نجسة وفق (لاويين ١٥: ١٩-٢٧).
كان المجتمع اليهودي يؤمن بأن المعلمين المقربين لله لهم دون سواهم القدرة على المعرفة الفائقة.
يتبع هذا الحدث تحريرالرجل المسكون بروح لاجئون النجس واجتياز يسوع بحر الجليل بالسفينة من الجراسيين الى الضفة المقابلة التي يعيش فيها اليهود.
وكان هناك جمع كثير من الناس بانتظاره (مرقس ٥: ٢١).
اسئلة الدرس
١. اسرد القصّة بكلماتك الخاصة كما سمعتها وعلى الآخرين الإصغاء جيداً.
٢. من هو يايروس ولماذا جاء إلى يسوع؟ ماذا فعل عندما رأى يسوع؟ وهل من السهل ان يسجد رئيس المجمع عند قدمي يسوع؟ ولماذا؟
٣. ما هو الحدث الذي قطع ذهاب المسيح لبيت يايروس؟ ما قصة هذه المراة ولماذا لمست المسيح سراً؟
٤. ألم يكن يسوع يعرف من الذي لمسه؟ ولماذا اصر على ان يعرف من الذي لمسه؟ هل كان يريد برأيك ان يفضحها امام الجميع؟ ماذا كان رد يسوع عليها؟
٥. استخرج من الآيات ٤٩–٥٦ ردود فعل جميع الاشخاص بالمقارنة مع ردة فعل المسيح؟
٦. ما هي نظرة يسوع للموت وكيف يتعامل معه؟ ماذا يبين لنا ذلك عن سلطان يسوع المسيح وشخصيته؟
٧. كانت هذه المرأة تنزف دماً طيلة ١٢سنة. والكثير منّا بداخله جروح عميقة من الماضي والحاضر. ماذا ينزف بداخلك لليوم؟ وهل تثق بان يسوع قادر على أن يضمد جراحك؟ لنتشارك مع بعض تجاوباً مع درس اليوم.
٨. ما هي الامور التي يجب ان نطبقها نتيجة ما تعلمناه اليوم؟
٩. هل تشعر أنّ هناك شخص في المحيط الذي تعيش فيه يحتاج لأن تذهب اليه وتشاركه بما سمعته من القصة؟
أسئلة للتعمق:
١. ما هو المشترك بين القصتين (يايروس والمرأة النازفة)؟ لماذا اوصى يسوع ألّا يقال ما حدث لاحد في عدد ٥٦؟
٢. لماذا تذكر الاناجيل الازائية هاتين القصتين متداخليتين مع بعضها البعض قارن شهادة مع (مرقس ٥: ٢٣ ومع متى ٩: ١٨)
اقتراحات للاجابة والتعمّق
٢. بما انه رئيس المجمع اليهودي، ورفض القادة اليهود الدينيين ليسوع، يعرض يايروس نفسه للخطر والرفض. لكنه يضع مركزه وسمعته جانباً ويطلب المساعدة من يسوع علنياً. يلقي بنفسه ويجثو على اقدام يسوع طالباً منه ان ياتي إلى بيته ليشفي ابنته! وضع كل شيء جانباً من اجل احتياج ابنته. ايمان يايروس بأن لمسة واحدة من يسوع ستشفي وتطرد المرض.
٣. تعاني هذه المرأة من نزيف استمر لمدة ١٢ عام ولا يوجد لها علاج. انفقت مالها على الاطباء الذين جعلوا حالتها اسوأ! سمعت عن يسوع فجاءت راجية ومؤمنة بانها ستشفى ان لمست ثيابه (مرقس ٥: ٢٥-٢٨).
ولأن الشريعة تعتبرها نجسة وكل من يلمسها يتنجس، لمسته بالسر ومن ورائه. فلو جاءت مباشرًة والجموع يعرفون حالتها فلن يسمحوا لها أن تلمس يسوع. اضافةً لذلك كان عليها ان تخبر المسيح عن حالتها علانية امام الجميع. عندما رأت ان امرها لم يخف على يسوع جاءت اليه بخوف ورعدة وارتمت عند قدميه واخبرت الجميع ما حصل. ربما اعتقدت ان يسوع سيغضب لانها نجسته بلمسها له.
٤. عرف يسوع من الذي لمسه لأن قوةً خرجت منه (اشارة الى قوة الروح القدس)، لم يكن هدف يسوع ان يفضحها ولكن اراد ان تفصح عن شفاءها. وفعل ذلك لمصلحتها الشخصية، لانه لابد ان تعود إلى حياتها الطبيعية وممارستها الدينية والاجتماعية وكل من على دراية بنزيفها ونجاستها ينبغي ان يعرف بخبر شفائها.
كي يُعلم ان ليس لمسها لهدب ثوب المسيح هو ما شفاها ولكن إيمانها به هو العامل الاهم في الموضوع. وان يسوع لم يقلق أن يتنجس بسببها، على العكس فهو الوحيد الطاهر بلا خطية، والذي بقوته ينقي المريض ويشفيه ويمنحه الحياة والطهارة.
٥. هناك يأس واستسلام، حزن عدم ثقة، واستهزاء وتشكيك بقدرة المسيح من الناس. بينما كان المسيح مليء بالرحمة والتشجيع، والاستعداد الكامل للذهاب ومساعدة من فقد الرجاء والامل. المسيح دوماً مسيطر على زمام الامور ليس هناك اي شيء يقاوم سلطان وقدرة يسوع.
٦. الموت بالنسبة ليسوع هو مثل النوم، فهو قادر بسلطانه العظيم ان يوقظ اي شخص ويصحّيه منه ويقيمه!
سؤال التعمّق الثاني:
ما ورد عند البشير متى لم يكن مناقضًا لما ورد في الأناجيل الأخرى، ولكن راجع الطريقة المختصرة التي سرد بها متى هذه القصة، مما جعله يختصر ما قد أفاض به البشيران الاخران، فكلاهما أورد أن يايروس اتى إلى المسيح واخبره ان ابنته على وشك الموت، وبعد ذلك جاء من عنده اشخاص يقولون لا تتعب المعلم فابنتك قد ماتت.(بينما متى لم يذكر هذه التفاصيل)
آية للحفظ: لوقا ٨: ٤٨ و ٥٠ “ثقي يا ابنة، ايمانك قد شفاك، اذهبي بسلام” “لا تخف آمن فقط فهي تشفى”.
الدرس العاشر: التاريخ:ـــــــــــــــــ
يسوع والمرأة الكنعانية – إيمان الكنعانية بيسوع ابن داود!
المقطع الكتابي: متى ١٥: ٢١-٢٨
مقدمة النص وخلفيته
صور وصيدا: كانت هاتان المدينتان مناطق وثنية، ترمز في الكتاب الى الإلحاد والتمرد. وكلاهما حسب كلام الانبياء تحت حكم الله ودينونته (يوئيل ٣: ٤-٨، ارميا ٤٧: ٤، وحزقيال الاصحاحات ٢٦-٢٨).
كانت ايضاً هذه المنطقة موطن إيزابل زوجة الملك أخاب، وهي الملكة التي كانت تعبد الإله بعل (ملوك الاول ١٦: ٣١). كذلك عمل النبي إيليا في هذه المنطقة معجزة شفاء.
المسافر من منطقة الجليل إلى منطقة قيصرية يفترض عليه أن يمر بهذه المناطق.
كنعان – كنعان (الشخص) كان ابن حام وحفيد نوح. منذ ذلك الزمان وبسبب ارتكاب حام خطيئة بذيئة وفاحشة، نزلت لعنة عليه وعلى نسله والامم التي خرجت من كنعان ابنه (تكوين ٩: ٢٥-٢٧، تكوين ١٠: ١٥-١٩). كانت الديانة الكنعانية ديانة سامية والكنعانيون يعبدون آلهة كثيرة مثل آيل و بعل و عشتروت. من عاداتهم الشريرة، ذبح الاطفال أو رميهم في النار كتقدمة للآلهة (تثنية ١٨: ٩-١١)، وكذلك الزنى والسكر في معابدهم. كنعان هو ايضاً الاسم الكتابي لارض الموعد التي وعد بها الرب الإله ابراهيم ونسله، والتي امر بتطهيرها كاملًا عقاباً على شرهم ليسكن فيها اسباط يعقوب ال١٢ وذلك على يد القائد يشوع بن نون الذي قاد الشعب بعد موت موسى النبي.
ابن داود – هو لقب للمسيح (الشخص الممسوح بالروح القدس) هو النسل الموعود للنبي والملك داود، الذي هو الابن الازلي، الملك والحاكم الأبدي على مملكة الله السماوية. (اخبار الاولى ١٧: ١١-١٤، اشعياء ١١: ١-٥، ارميا ٢٣: ٤-٥، حزقيال ٣٤: ٢٣-٢٤، مزمور ٢ و ١١٠، مرقس ١٢: ٣٥-٣٧).
المراة الكنعانية: حسب ما ورد في (مرقس ٧: ٢٥-٢٦) كانت هذه المراة كذلك اممية، ومن الجنس الفينيقي اي انها في قمة النجاسة. لانها مولودة من جنس نجس، تسكن في منطقة نجسة، وابنتها مسكونة بروح نجس!!
ليس صدفة بان هذه الاحداث تتبع المقطع الذي علم فيه يسوع عن معنى الطاهر والنجس (متى ١٥: ١-٢٠ و مرقس ٧: ١-٢٣). يوضح يسوع التباين بين ما يعتبره الكتبة والفريسيون طاهر ونجس وكيفية تعاملهم مع هذه الامور بسطحية وما يفعله هو مع هؤلاء الناس. لم تستخدم كلمة كنعانية في موضع آخر في العهد الجديد.
اسئلة الدرس
١. اسرد القصّة بكلماتك الخاصة كما سمعتها وعلى الآخرين الإصغاء جيداً.
٢. ماذا نعرف عن الكنعانيين وعباداتهم وممارساتهم في ذلك الوقت؟
٣. لماذا نادت المراة يسوع بابن داود؟ ماذا يعني هذا اللقب؟
٤. صف سلوك هذه المراة، وسلوك التلاميذ وتعامل يسوع؟
٥. رد يسوع في العدد ٢٦ قاسيًا جداً، هل كان قصد يسوع اهانة هذه المراة؟
٦. ما هو رد فعل المراة على ما قاله يسوع؟ وما الذي نالته نتيجة لجاجتها وتواضعها؟ ولماذا؟
٧. ما هو الدرس الذي تعلمه التلاميذ في ذلك اليوم؟
٨. كثير من الاحيان تصرفاتنا هي ردود فعل لما يفعله الاخرون. ماذا نتعلم من هذه المرأة الكنعانية؟
٩. ما هي الامور التي يجب ان نطبقها نتيجة ما تعلمناه اليوم؟
١٠. نشجعك على مشاركة الدرس مع عائلتك أو مع آخرين لكي تنموا معاً في كلمة الرب.
أسئلة للتعمق:
١. كان قائد المئة شخصًا امميًا، وكانت المرأة السامرية غير يهودية في يوحنا ٤، وكان لاجئون من بلدة اممية. واشخاص اخرين تعامل معهم المسيح بالتساوي مثلما تعامل مع شعب اسرائيل. كيف تفسر ذلك مقارنة مع ما قاله يسوع في اية ٢٤؟ قارن ايضاً (متى ٤: ٢٤-٢٥، مرقس ٧: ٣١-٣٢، يو ٧: ٣٧-٣٨، متى ١٠: ٥-٦). واكّد عدد من المفسرين بان معجزة اشباع ٤٠٠٠ شخص التي جرت في منطقة المدن العشرة والمتعارف بأنها مناطق غير يهودية (مرقس ٨: ١-١٠)
٢. هل كانت ارسالية المسيح فعلاً مقتصرة على بيت اسرائيل؟ علل اجابتك
اقتراحات للاجابة والتعمّق
٣. من الجائز جداً ان هذه المرأة سمعت عن يسوع وشهرته وصيته من اشخاص قابلوه وتبعوه من منطقتها (مرقس ٣: ٨). واضح ايضاً بأنها اعتبرت يسوع معيلها الوحيد لكونه المسيا (المسيح) الملك المخلص الرحيم والرؤوف غافر الخطايا.
٤. خرّت وسجدت تحت اقدام يسوع وترجّته ان يخرج شيطان من ابنتها قارن مع مرقس ٧: ٢٥-٢٦. طلب التلاميذ من يسوع ان يصرفها. يعلّل صمت يسوع بانه كان يريد ان يرى رد فعل التلاميذ، وهل فهموا تعليمه حول ما هو الطاهر والنجس المذكور في سياق النص (متى ١٥: ١)؟
٥. ربما كان يسوع يختبر الصورة التي كونتها هذه المراة عنه كونه ابن داود، أو كان يريد امتحان ايمانها وتصميمها. أو يريد تحدي افتراضات التلاميذ وتعاملهم مع الذين يُعتبرون في قمة النجاسة.
٦. لم يغير ما قاله يسوع لجاجة وايمان وتشبث هذه المراة به. فهي اصرت على طلبها معترفة بأن جنسيتها تجعلها بالفعل نجسة حسب الكتاب. ولكنها اكدت بانها تستحق رحمة المسيح وتعاطفه. لم تسمح هذه المرأة للشعور بالاهانة والاذلال أن يقف بينها وبين يسوع! اعلن يسوع بان ايمانها عظيم ومنحها ما ارادت وشفيت ابنتها في الحال. تعامل المسيح قربها اكثر اليه وجعلها تعبر عن ايمانها به. ونتيجة هذا الحدث اكّد واثبت بأن بشارة الانجيل وملكوت الله هي متاحة لكل البشر.
٧. عدم التعالي أو الاستخفاف في اي شخص كان، نعمة المسيح هي للجميع بغض النظر عن تاريخهم، جنسهم، اصلهم، قوميتهم، دينهم وممارساتهم مهما كانت غير اخلاقية! الايمان في الرب يسوع المسيح قادر على تحويل اي شخص وتخليص كل انسان وضع ثقته فيه.
سؤال التعمّق الثاني:
كانت إرسالية يسوع وتلاميذه قبل القيامة مركزة على شعب بني إسرائيل ودعوتهم للتوبة وادراكهم واعترافهم بأن يسوع هو المسيح الذي تنبأ عن مجيئه الانبياء، لكن هذه الدعوة لم تقتصر على اليهود فقط. جاءت إرسالية الامم بشكل واضح وشامل بعد حلول الروح القدس على كل البشر في اليوم الخمسين (يوئيل ٢: ٢٨-٢٩ اعمال ٢: ٥-١١.
الايمان والخلاص بيسوع كان لكل من يقبله ويؤمن باسمه (يوحنا ١: ١١-١٣، يوحنا ٣: ١٥-١٦).
آية للحفظ: متى ١٥: ٢٨ “تجاب يسوع وقال لها يا امراة، عظيم ايمانك! ليكن لك كما تريدين”.
الدرس الحادي عشر: التاريخ:ـــــــــــــــــ
يسوع وبارتيماوس الاعمى – المسيح جاء ليخدم الفقراء والمساكين
المقطع الكتابي: مرقس ١٠: ٤٦-٥٢
مقدمة وخلفيات للنص
أريحا: كانت أريحا محطة مهمة بالنسبة إلى جميع قوافل الحجاج (الحجاج هم جماعة في مسيرة هدفها الوصول إلى مكان مقدس) القادمة من الشمال إلى أورشليم (القدس) في العيد. تقع أريحا على بعد ١٠ كيلومترات شمال مصب الاردن في البحر الميت. كانت محطة حدودية وجمركية، بالإضافة الى نقطة تجمّع للتزود بالمُؤَن. أريحا هي أيضاً أول مدن أرض الموعد التي دخلها بني اسرائيل واستحوذوا عليها تتميماً للوعد الذي قطعه الله مع ابراهيم ونسله. كانت لأريحا أسوار عالية هُدمت بهتاف الشعب ودويهم لصوت الأبواق. راحاب الزانية وأهل بيتها سلموا وحدهم من قصاص الرب على هذه المدينة (سفر يشوع ٦).
الدخول إلى والخروج من أريحا (آية ٤٦): ربما يشير إلى قضاء يوم راحة كامل في المدينة بسبب ضرورة حفظ يوم السبت والتي هي وصية من وصايا الله العشر في الشريعة.
بارتيماوس: تعني إبن تيماوس. باللغة بالآرامية (تامي) تعني ابن الملوث او النجس.
الرداء (آية٥٠): قطعة قماش مربعة الشكل تقريبًا، يمكن استخدامها كغطاء للنوم أو الجلوس. كانت الصدقات تُلقى على الجزء السفلي، والجزء العلوي يغطي به الشخص كتفيه.
ابن داود: راجع مقدمة الدرس العاشر يسوع والمرأة الكنعانية.
مهم جداً ملاحظة سياق هذا النص. إذ أنه يتبع طلب يعقوب ويوحنا في (مرقس ١٠: ٣٥-٤٥). حيث سأل يسوع التلميذين نفس السؤال الذي سأله لبارتيماوس وهو “ماذا تريدان أن أفعل لكما؟ (مرقس ١٠: ٣٦)
اسئلة الدرس
١. اسرد القصة بكلماتك الخاصة كما سمعتها، وعلى الآخرين الاصغاء جيدًا.
٢. اوصف شخصية بارتيماوس (ابن تيماوس)؟ ما هي نظرة الجموع له؟ ولماذا انتهروه؟
٣. ماذا فعل بارتيماوس عندما علم أن يسوع يمر في الطريق؟
٤. ماذا كان رد فعل يسوع؟
٥. قارن بين طلب بارتيماوس وطلب يعقوب ويوحنا (مرقس ١٠: ٣٧) وما هي دوافع كلا منهم؟
٦. ماهي الخطوات التي أخذها بارتيماوس بعد أن ناداه يسوع؟ وماذا كانت نتيجة ذلك؟
٧. لو تقابلت مع يسوع اليوم وقال لك مثل بارتيماوس“ماذا تريد أن أفعل لك؟” ماذا ستطلب؟
٨. ما هي الأمور التي تقوم بها في حياتك اليوم تثبت ثقتك بيسوع المسيح؟ لتكن إجابتك واضحة ومحددة.
٩. ما هي الأمور التي يجب ان نطبقها نتيجة ما تعلمناه اليوم؟
١٠. نشجعك على مشاركة الدرس مع عائلتك أو مع آخرين لكي تنموا معاً في كلمة الرب.
أسئلة للتعمّق :
١. لماذا أورد مرقس هذه الحادثة وما علاقتها بسياق الإصحاح كاملا؟ خاصةً تعامل يسوع مع الاطفال (آيات ١٣-١٦) قصة الشاب الغني (آيات ١٧-٢٧)، ذهاب يسوع إلى أورشليم (آيات ٣٢-٣٤) وطلب يوحنا ويعقوب (آيات ٣٥-٤٥).
مقترحات للإجابة والتعمّق
٢. شحاذ أعمى، مهمش ومنبوذ من الناس في المجتمع. الجموع يريدون إسكاته كي لا يزعج يسوع. بنظرهم لايستحق أي اهتمام. يعتقد الناس بأن يسوع لا يهتم بأمر أشخاص مثل بارتيماوس.
٣. صرخ بأعلى صوته طالباً الرحمة وبلجاجة. التشابه واضح بينه وبين المرأة الكنعانية، لأن كلاهما كانا على يقين بأن يسوع الناصري هو ابن داود أي المسيح المنتظر. لم يتركوا أي عائق (سواء كان نظرة الناس أو مكانتهم في المجتمع) يقف بينهم وبين يسوع.
٤. وقف يسوع! كل شيء عاجل قابل للإنتظار أمام ما هو مهم وهي تلبية حاجة شخص معدم ليس له أي معين مثل بارتيماوس. يسوع ناداه ليأت اليه وقال له: “ماذا تريد أن أفعل لك؟”.
٥. جاء المئات من الناس ليسوع بمختلف الدوافع والأسباب العديدة. في هذا الإصحاح العاشر جائه شاب متّكل على غناه وقدراته الذاتية وأعماله ليسأله كيف يرث الحياة الابدية وقبل هذا الحدث طلب تلميذاه يعقوب ويوحنا ان يفعل لهما كل ما يطلبوه (آية ٣٥)، جوهر طلبهم هو ان يكون لهم مركز ومكانة عالية عن الآخرين. ابتغوا سلطة ومجد لنفسهم مع يسوع (آية ٣٧). بينما بارتيماوس الشحاذ الأعمى يدرك أن احتياجه الماس هو إلى الرحمة ومن ثم طلب ان يبصر، فيسوع يمنح بارتيماوس ما يطلبه. ولا يعطي التلميذين ما طلبوه.
٦. تبع بارتيماوس نداء يسوع وترك كل شيء (آية ٥٠) عندما ترك الرداء ترك كل ما يملكه (غطاء النوم، سريره، وماله من الصدقات) وتمسّك بشدّة بقدرة الله الكليّة في شخص يسوع (آية ٥١) وتبع يسوع (آية ٥٢). أعلن يسوع بوضوح أن إيمانه شفاه، ليس هذا إيمان عن علم بقدرة الله إنما إيمانه بيسوع الناصري ابن داود.
٧. هل سنطلب ما يلبي حاجاتنا وحياتنا الجسدية والآنية فقط مثل الأمان، مستقبل مضمون، غنى ومال، صحة وعائلة أو زواج، ترقية في العمل الخ.. وننسى احتياجنا للرحمة والغفران والخلاص والمصالحة مع الله من خلال شخص وعمل يسوع؟
آية للحفظ : مرقس ١٠: ٥٢ “قال له يسوع إذهب. إيمانك قد شفاك. فللوقت أبصر، وتبع يسوع في الطريق”.
الدرس الثاني عشر: التاريخ:ـــــــــــــــــ
يسوع يقابل مريض عند بركة بيت حسدا – المسيح هو رب يوم السبت
المقطع الكتابي: يوحنا ٥: ١-١٦
مقدمة وخلفيات للنص
أماكن الشفاء : كان هناك أماكن للشفاء منتشرة في العالم القديم، مثلاً كان هناك إله مشهور للشفاء، إسمه اسكليبوس. وكانت معظم هذه الأماكن تتطلب تضرعات لتطهير المرضى بجوار نافورة أو بركة.
باب الضان : أقرب الأبواب إلي الهيكل وكانت تمر منه الحيوانات المرسلة إلى الهيكل للذبح .
بيت حسدا : تعني بيت الرحمة
أروقة : جمع رواق وهو ممر مسقوف بين صفين من الأعمدة والمقصود هنا هي الغرف الجانبية أو القاعات.
عسم : مفردها أعسم، مشلول، يابس اليد أو الرجل.
السبت : (خر٣١: ١٤) تمنع الشريعة العمل في يوم السبت، حتى ولو كان مجرد جمع الخشب للتدفئة (عد ١٥: ٣٢-٣٦) وعندما وصلت الأمور لأيام المسيح، كان اليهود قد منعوا من حمل الأشياء يوم السبت معتبرين هذا شكلا من أشكال العمل. يدل السبت على أخذ البشر يوم راحة مع الله، وهو الأمل بأخذ راحة أبدية في محضر الله في يوم الخليقة الجديدة.
جاء يسوع الى اورشليم عبر الجليل في وقت عيد اليهود في يوم السبت. وذهب لبركة بيت حسدا عالماً ان هناك مرضى كثيرين.
اسئلة الدرس
١. اسرد القصة بكلماتك الخاصة كما سمعتها، وعلى الآخرين الاصغاء جيدًا.
٢. ماهي هذه البركة ولماذا يأتي إليها الناس؟ ماذا كانت معتقداتهم عنها؟
٣. إشرح حالة الرجل الذي كلّمه يسوع؟
٤. لماذا يسأل يسوع هذا السؤال البديهي في آية ٦؟ ولماذا طلب منه بالتحديد ان يحمل سريره ويمشي؟
٥. ما الذي أزعج القادة اليهود؟ هل كان لديهم الحق أن يغضبوا؟ ولماذا؟
٦. ماذا يحاول يسوع أن يبرهن من خلال هذا اللقاء وهذه المعجزة؟
٧. عندما رأوا اليهود الكسيح يمشي، نظروا إلى تطبيق الشريعة بحذافيرها وتغاضوا عن ما حدث للإنسان نفسه ومن الذي صنع الشفاء. ما هي الحواجز التي تمنعك أن ترى وتفهم ما يصنعه المسيح في حياتك ومن حولك؟
٨. ما هي الأمور التي يجب ان نطبّقها نتيجة ما تعلمناه اليوم؟
٩. نشجعك على مشاركة الدرس مع عائلتك أو مع آخرين لكي تنموا معاً في كلمة الرب.
أسئلة للتعمّق :
١. ما هو المبدأ من وراء شريعة يوم السبت؟ قارن بين خروج ٢٠: ١١ وتثنية ٥: ١٥ في الوصايا العشر وعن ما ذكر خصيصاً عن سبب تقديس يوم السبت في الوصية الرابعة.
٢. تكملة هذه القصة في يوحنا ٥: ١٦-٢٤ هو رغبة اليهود قتل يسوع لأنه عمل الشفاء بيوم السبت. لاحظ ماذا يقول المسيح في الحوار الذي دار بينه وبين اليهود. ماهو قصد يسوع في عدد ١٧؟ ما هو العمل الذي يعمله الآب حتى الآن؟ والذي يعمله الابن كذلك؟
٣. ماذا يعني الدخول إلى أو في راحة الله؟ متى سيتم ذلك؟ عبرانيين ٤: ١-١١
مقترحات للاجابة والتعمّق
٣. هذا الشخص مريض من ٣٨ سنة. كان يأتي لهذه البركة لسنوات عديدة أملاً أن يشفى. ولكنه معتمد على الآخرين ليساعدوه. من الواضح أن لا أحد يلقيه في البركة. الكل مهتم بنفسه وبمشاكله وأمراضه، الجميع يريد مصلحته الشخصية.
٤. يسوع دائماً يسأل الناس أسئلة ليساعدهم على التفكير والتمعن في واقعهم وظروفهم. وليساعدهم على ان يعملوا الشيء الصحيح وبالأسلوب الصحيح . يريد أن يبين أن طرق التفكير البشري هي عديمة الفائدة. واضح هنا أن استمرار مجيء هذا الشخص إلى البركة طلباً للشفاء مع استحالة حدوث ذلك يدل على تشبثه بشيء غير واقعي. هذا الإنسان يائس ليس لديه أي حلول أخرى. طلب منه يسوع أن يحمل سريره لكي ينقض شريعة السبت عن قصد، وليعلن من خلال هذه المعجزة هويته الحقيقية.
٥. ما أغضب اليهود أن يسوع قال للرجل أن يحمل سريره في يوم السبت. ناقضاً في نظرهم شريعة السبت التي هي من الوصايا العشر والتي تحمل عقاب القتل بالرجم.
٦. يبرهن يسوع من خلال هذه المعجزة مثل الكثير من المعجزات عن سلطانه وكونه رب وسيد السبت. هو الذي يحدد ما هو قانوني وشرعي في يوم السبت لأنه ابن الإنسان داعياً الله أبوه معادلاً نفسه بالله آية ١٨. راجع ايضاً مرقس ٢: ٢٧-٢٨. عجز اليهود أن يفهموا بأن يسوع هو متمم الشريعة.
قادة اليهود ركّزوا على التطبيق الحرفي للقانون والشريعة. ولكنهم فشلوا في الاستيعاب لمن تشير شريعة موسى وتشهد له رافضين المسيح (آية ٣٩ و٤٦) .
سؤال التعمّق الأول :
في خروج ٢٠: ١١ يقدّس ويذكر يوم السبت لأن الرب صنع الخليقة في ٦ أيام. في تثنية ٥: ١٥ يحفظ يوم السبت تذكاراً لتخليص الرب شعبه من العبودية. أي عمل الفداء.
شفاء الرجل في يوم السبت هو دليل لألوهية يسوع لأنه هو سيد ورب السبت. يبين لنا يسوع أنه وحده يمنح الحياة الجديدة بإعادة الخلق والشفاء في يوم السبت. يسوع مثل الله الآب يعمل في إعادة بناء وتجديد الخليقة التي شوهتها الخطية بعمل الفداء.
آية للحفظ : يوحنا ٥: ٨-٩ “قال له يسوع قم إحمل سريرك وامشي، فحالاً برئ الإنسان وحمل سريره ومشى. وكان في ذلك اليوم سبت”
الدرس الثالث عشر: التاريخ:ـــــــــــــــــ
يسوع وشفاء المولود أعمى – المسيح يمنح البصيرة الحقيقية
المقطع الكتابي: يوحنا ٩: ١-٤١
مقدمة وخلفيات للنص
بركة سلوام: كان هناك ينبوع واحد خارج المدينة يدعى باسم ينبوع العذراء أو جيحون(تكوين 2: 13) ويقع في وادي إسمه قدرون . وكانت هناك قناة تدعى حزقيا بين هذا الينبوع وبركة داخل أورشليم تدعى بركة سلوام (نحميا ٣: ١٥). تم حفر هذه القناة في أيام الملك حزقيا، حينما هدد سنحاريب باجتياح أورشليم (أخبار الثاني ٣٢: ٢-٨) . ولقب سلوام معناه مرسل (يوحنا ٩: ٧)، إشارة إلى المياه التي تحويها، مرسلة من ينبوع جيحون عبر القناة.
في الإصحاح الثامن قال يسوع أمام الفريسيين وهو في الهيكل: “أنا هو نور العالم من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة” (يوحنا ٨: ١٢). واتهم الفريسيين بأنهم عبيد للخطية وبأنه هو القادر على تحريرهم (يوحنا ٨: ٣٤ و ٣٦). رفض الفريسيون كلام يسوع بشدّة قائلين أن شهادته باطلة وأن فيه مسّاً من الشيطان. وكان حكم يسوع عليهم بأنهم أولاد إبليس وبأنهم يعملون أعماله (يوحنا ٨: ٤٤). وأعلن يسوع بوضوح أنه الرب الإله (أنا هو\يهوه) الكائن في الوجود قبل إبراهيم. الرب الذي كلّم موسى في العلّيقة (خروج ٣: ١٤-١٥).
كما جرى هذا اللقاء ايضاً في يوم السبت.
أسئلة الدرس
١. اسرد القصة بكلماتك الخاصة كما سمعتها، وعلى الآخرين الاصغاء جيدًا.
٢. اوصف حالة هذا الرجل وتصوُّر التلاميذ عن حالته؟ وماذا كان رد يسوع عن هذا التصور؟
٣. أذكر بالتحديد الخطوات التي شفى فيها المسيح هذا الرجل؟ وماذا يعني ذلك؟
٤. استجوب الفريسيين هذا الرجل في المرة الاولى في آيات ١٣–١٧. ثم استجوبوا والديه آيات ١٨–٢٣، وأخيراً في آيات ٢٤–٣٤:
أ. أذكر أسئلة الفريسيين في الآيات ١٣–١٧، وأجوبة الرجل عليها؟ ماذا كان مغزى
أسئلتهم؟
ب. لماذا دعا الفريسيين أهل الرجل؟ وما هو سبب خوف والديه منهم؟
ج. ما هو رأيك في أجوبة الرجل على كل واحدة من أسئلة الفريسيين في المقابلة
الثانية؟ آيات ٢٤–٣٤
٥. كيف أعلن يسوع عن نفسه لهذا الرجل عندما قابله مرة أخرى؟ وما هو رد فعل الرجل لما قاله؟ آيات ٣٥–٣٨.
٦. برأيك، ما هو مفهوم العمى عند يسوع وعند الفريسيين؟ ٣٩–٤١؟ وكيف ترى العمى في مجتمعك اليوم؟
٧. ما هي الأمور التي يجب أن نطبّقها نتيجة ما تعلمناه اليوم؟
٨. نشجعك على مشاركة الدرس مع عائلتك أو مع آخرين لكي تنموا معاً في كلمة الرب.
أسئلة للتعمّق :
١. ما علاقة آية ٤ و٥ بالنص؟ راجع ما قاله يسوع في يوحنا ٨: ١٢ ويوحنا ٩: ٣٩. راجع ايضاً يوحنا ١: ٤-١٠
٢. ما الذي منع الفريسيين أن يعترفوا بحقيقة يسوع؟ وما الذي يمنع أي إنسان أن يعرف حقيقة يسوع المسيح؟
مقترحات للإجابة والتعمّق
٢. أعمى منذ ولادته. شخص بالغ (آية ٢١). كان التلاميذ والفريسيين (آية ٣٤) يعتقدون أن ولادة هذا الشخص بالعمى هي بسبب خطايا والديه أو بشكل ما بسببه هو، في كلتا الحالتين كانوا يعتقدون أن عمى هذا الشخص هو عقاب من الله. لكن يسوع يوضّح لأتباعه، أن الالم والمرض والضعف التي هي حالة هذا الإنسان هو فرصة لإعلان قدرة وعمل الله.
٣. قال المسيح إنّه يعمل أعمال الله كونه الشخص المرسل منه، هو نور العالم، تفل على الأرض وصنع طيناً، طلى عيني الأعمى، وأرسله ليغتسل في بركة سلوام. شفي الأعمى وأبصر عندما اغتسل في البركة. المسيح صنع الطين ليبين مرة أخرى انه رب وسيد يوم السبت فادي ومجدد هذا العالم. يسوع هو خالق كل شيء (يوحنا ١: ٣). لاحظ بأن عملية خلق آدم في جنة عدن كانت أيضاً من طين (تكوين ٢: ٧).
٤أ. تركيز الفريسيين هو على أن من شفى الرجل لم يحفظ شريعة السبت لذلك لا يمكن أن يكون من الله.
٤ب. خاف أهل الرجل لأن الفريسيين قد عزموا على عزل ومعاداة أي شخص يعترف بأن يسوع هو المسيح. قد رأى وشهد الفريسيين كل ما عمله يسوع ورفضوا الإيمان به. همهم أن يدينوا كل عمل صالح يفعله يسوع حتى لو كانت تدل بوضوح أنه المسيح ابن الإنسان المرسل من الله الآب.
٤ج. كما أراد الفريسيين من الرجل أن يدين وينكر عمل المسيح الصالح.
٥. يسوع هو ابن الله المرسل من الآب، الذي أعطى الإبن كل الدينونة (يوحنا ٥: ٢٢) سجد الأعمى ليسوع معلناً عبادته وإيمانه به.
٦. وثق هذا الإنسان بيسوع وآمن به وهو أعمى رغم أنه لم يراه ولم يعرفه من قبل. مقارنة بالفريسيين الذين هم معلمي الدين والحق، لكنهم بالحقيقة عميان. يبصرون يسوع وأعماله إلا أنهم مكبّلين، في عتمة الخطية وفي ظلام دامس روحي وحقيقي.
آية للحفظ: يوحنا ٩: ٣٩ “قال يسوع لدينونة أتيت أنا إلى هذا العالم، حتى يبصر الذين لا يبصرون ويعمى الذين يبصرون”.
الدرس الرابع عشر: التاريخ:ـــــــــــــــــ
يسوع ولعازر وأختيه مريم ومرثا – المسيح المرسل من الله هو معطي الحياة الأبدية
المقطع الكتابي: يوحنا ١١: ١-٤٤
مقدمة وخلفيات للنص
ابن الله: لقب الإبن هو شرح لطبيعة العلاقة (الأزلية والأبدية) بين الله الآب والابن. مغزاها هو أن كيان الإبن مساوي لكيان الآب. لا تقصد هذه العبارة عملية ولادة المسيح عن طريق علاقة جسدية بين الله والسيدة مريم. إذ حبلت مريم وهي عذراء بمعجزة وبقدرة الروح القدوس.
كلمة “إبن“ تصف أصول الشخص، مثل “ابن النيل” تدل على أن الشخص مصري. أو “ابني الرعد” تسمية يعقوب ويوحنا (مرقس ٣: ١٧)، أو لقب برنابا الذي يعني “ابن التشجيع” (أعمال ٤: ٣٦)، فهو دلالة على طبيعة وصفات الشخص وليس البنوّة عن طريق الإنجاب.
ولادة يسوع (تجسده) لا تعني أنه كان مخلوقاً، فالكتاب واضح بأن المسيح كان موجوداً مع الله منذ البدء فهو الأول والآخر، البداية والنهاية، الألف والياء، والكائن الذي به وله خلق كل شيء (يوحنا ١: ١-٣ و ١٤، اشعياء ٤٨: ١٢-١٣، رؤيا ١: ٨، يوحنا ٨: ٥٨، كولوسي ١: ١٦-١٧). أطلق لقب “الإبن” على المسيا الملك الديّان في مزمور ٢: ٦-٧ و١٢. وهو يدل على العلاقة المتينة والوحدة التي تجمع بين الآب السماوي والابن الأزلي. استعمل هذا اللقب في العهد الجديد ما يقرب من ٤٤ مرة عن يسوع المسيح .
يسوع المرسل : يمثل إرسال يسوع محور أساسي لعقيدة الخلاص في كتابات يوحنا، فالذي يعرف الله ويؤمن به، عليه أن يؤمن بمن أرسله (يوحنا ٣: ١٦). فالمرسل من الله هو نفسه “الإبن” يسوع المسيح وله نفس المتطلبات والحقوق كالآب،”من لا يكرم الإبن لا يكرم الآب الذي أرسله“ (يوحنا ٥: ٢٣). هو القادم من فوق وليس من هذا العالم (يوحنا ٨: ٢٣) وأصوله منذ الأزل (ميخا ٥: ٢).
يربط العديد من المفسرين لقب ”المرسل من الله“ بشخصية ”ملاك الرب“ الفريد الذي ظهر بشكل مستمر في العهد القديم. معنى ”كلمة ملاك“ باللغة العبرية هي رسول أو مبعوث. لذلك يؤمن الكثيرين بأن ”مبعوث الرب يهوه“ هو ظهور لشخص المسيح قبل ولادته وتجسده. راجع تكوين ١٦: ١٠-١٣، خروج ٣: ١-٦، خروج ٢٣: ٢١، قضاة ٢: ١، قضاة ٦: ٢١-٢٤، قضاة ١٣: ١٧-٢٢، اشعياء ٦٣: ٩-١٠، ملاخي ٣: ١.
إرتبط يسوع بعلاقة صداقة حميمة مع هذه العائلة إذ زارهم في بيتهم (لوقا ١٠: ٣٨-٤١). كما مسحت مريم قدمي يسوع بالطيب وسكبته على رأسه (يوحنا ١٢: ٣-٨، مرقس ١٤: ٣).
أسئلة الدرس
١. اسرد القصة بكلماتك الخاصة كما سمعتها، وعلى الآخرين الاصغاء جيدًا.
٢. من هو لعازر وأختاهُ؟ وما طبيعة علاقتهم بيسوع؟
٣. لماذا لم يذهب يسوع مباشرةً لشفاء لعازر؟ متى قرر أن يذهب؟ وماذا كان يقصد يسوع عندما قال ليتمجد ابن الله؟
٤. ما الفكرة التي كانت لدى مرثا عن يسوع والقيامة؟ وما الذي أضافه يسوع لها في ردّه؟ آيات ٢١–٢٧
٥. لماذا بكى يسوع عند قبر لعازر، وهو عالم أنه سيقيمه؟
٦. إشرح حالة لعازر في القبر. ما الفارق بين إقامة المسيح للعازر من الأموات وإقامته لآخرين من قبل؟ وكيف يمكن لإنسان ميت أن يسمع صوت يسوع ويطيع أمره؟ ما العبرة لنا من هذا الأمر؟
٧. ما الجديد الذي عرفته عن يسوع اليوم؟ وما تأثير ذلك على حياتك؟
٨. ما هي الأمور التي يجب أن نطبقها نتيجة ما تعلمناه اليوم؟
٩. نشجعك على مشاركة الدرس مع عائلتك أو مع آخرين لكي تنموا معاً في كلمة الرب.
أسئلة للتعمق :
١. ماذا كان قصد يسوع في الآيتين ٩-١٠؟
٢. ما الفرق بين قيامة لعازر من الأموات وقيامة المسيح نفسه؟ لاحظ الظروف المحيطة، ماذا حصل بعد القيامة (يوحنا ١٢: ٩-١١). طبيعة الجسد المقام (كورنثوس الأولى ١٥: ٣٥-٥٠).
٣. ما الغرض الرئيسي من وراء هذه المعجزة؟ إدعم رأيك من النص وسياقه. راجع يوحنا ١٠: ٢٥-٣٠ و يوحنا ١١: ٤٢ .
مقترحات للاجابة والتعمّق
٣. تعمّد يسوع أن لا يذهب مباشرةً بعد أن سمع بمرض لعازر بل انتظر موته. وأعطى أيضاً الوقت الكافي ليوضع في القبر. غرض هذه المعجزة هي أعظم من شفاء شخص محتضر. يتمجد الله الآب بالإبن عندما يعلن أمام الجميع بأنه الشخص الذي سيقيم الأموات ويحييهم في يوم الدينونة ، الإبن هو المرسل من الله الذي أعطاه هذا السلطان. سوف يسمع الأموات صوته من القبور ويخرجون منها (يوحنا ٥: ٢١-٢٩) .
٤. كانت مرثا على علم بقدرة يسوع على الشفاء وعمل المعجزات. وهي أيضاً فاهمة أن في اليوم الأخير سيقوم البشر من الأموات. لكن واضح بأنها لم تستوعب أن يسوع قادر على قيامة لعازر بعد أن أنتن جسده. ويعلن لها بوضوح هويته قائلاً: “أنا هو القيامة والحياة (الكائن الأزلي)، من آمن بي ولو مات فسيحيا. وكل من كان حيا وآمن بي فلن يموت إلى الأبد” فهمت مرثا ما قاله يسوع بوضوح إذ اعترفت أمام الجميع بأنه المسيح ابن الله. لاحظ إيمان مرثا المرأة البسيطة الغير متعلمة بيسوع ، مقارنتاً برفض معلمي الدين والفريسيين ومعاداتهم ليسوع (يوحنا ١١: ٤٧-٥٣) .
٥. يتعاطف يسوع مع آلام وظروف أحبّائه ولا يتردد في إظهار حزنه علناً. يجهش يسوع في البكاء على هذا العالم المليء بالمعاناة والشر والظلم والخراب والتعفّن الذي هو عواقب دخول الخطية والموت على الخليقة الصالحة التي صنعها بنفسه (كولوسي ١: ١٦-١٧) .
٦. يسوع لا يقوم بعملية إنعاش لشخص ميت منذ لحظات، بل هو ميت منذ ٤ أيام جسمه ابتدأ يتعفّن. الميت لا يسمع ولا يبصر، فهو فاقد كل الأحاسيس والقدرة على التجاوب . لكن صوت يسوع وكلمة منه توقظ الإنسان الميت. هو الوحيد الذي يعيد خلق الإنسان، يعطي الحياة لمن هو ميت جسدياً، والأهم من ذلك يعطي القدرة للميت في خطاياه ليستجيب لدعوته ويشع نوره في الظلام (كورنثوس الثانية ٤: ٦).
آية للحفظ: يوحنا ١١: ٢٥-٢٦ ”أنا هو القيامة والحياة. من آمن بي ولو مات فسيحيا، وكل من كان حياً وآمن بي فلن يموت إلى الأبد..“.
مرفق إضافي عن مفهوم ”ابن الله“
عند معمودية المسيح جاء صوت من السماء قائلا: [هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ] (متى ٣: ١٧) وقد جاء الصوت بنفس هذه الكلمات عند تجلي المسيح (متى ١٧: ٥) وأعلن هذا الصوت مجدداً ]مجدت، وأمجد أيضاً[ عندما تنبأ يسوع بموته (يوحنا ١٢: ٢٨). كما أعلن الأنبياء والرسل بأنه ابن الله بقيامته من الأموات (رومية ١: ٤) وبصعوده إلى السماء (عبرانيين ١: ١-٥).
واستخدم هذا اللقب [ابن الله] عن المسيح بنوع خاص في التحدث عن عمل الفداء العظيم الذي أجراه، فهو النبي الأعظم (عبرانيين ١: ٢) والكاهن الأعظم (عبرانين ٥: ٥) والملك الأعظم (عبرانيين ١: ٨).